محاضرات للأسقف


محاضرات لسيادة المطران ايلي بشارة الحداد


كلمة المطران إيلي بشارة الحداد في المركز الكاثوليكي للإعلام
بيروت في 7/9/2010


"الشركة بين الأسقف والإكليروس والعلمانيين"


لا تقوم كنيسة إلا بكلّ أبنائها وقد وزّع القانون الكنسي فئات المؤمنين إلى ثلاثة: الإكليروس والرهبان والعلمانيين. وكلّ نشاط يقوم به أحد هؤلاء يجب أن يتكامل مع الآخرين وإلاّ أتى النشاط مبتوراً غير متكامل. لقد علّم المسيح تلاميذه أن يذهبوا معاً إلى الرسالة ولم يطلب أبداً من أحدهم أن يبشّر بمفرده. والبشارة بواسطة الجماعة، كلّ الجماعة الكبار والصغار، العلماني والراهب والكاهن والأسقف هي عمل محبة أولاً حيث يجتمع كلّ أعضاء الجماعة حول هدف واحد بقلب واحد متخطّين كلّ أنواع الصعوبات التي تعترضهم بوحي المحبة.
الشركة تبدأ أولاً في الإتّحاد مع الأسقف إذ إنّه حيث الأسقف هناك الكنيسة. وكلّ عمل في الكنيسة يتمّ خارج الوحدة والشركة مع الأسقف إنّما هو عمل خاص وشخصيّ، أكان مصدره من كاهن أم من علماني وجبت شركة السلطة التي هي شركة المحبة.
إن شركة المحبة تنفي روح التسلّط في الكنيسة وبالتالي فإنّ الأسقف هو بمثابة الأب والمؤمنون هم أبناء. هذا ما جاء في الإنجيل بأنّ الرب يدعونا أبناء لا عبيد.

من هذا كلّه نستنتج أن العلاقة بين أفراد الكنيسة هي علاقة خدمة. فالكلّ يخدم الكلّ لمصلحة واحدة خلاص الكلّ.
يُطلب من الأسقف والكاهن اليوم التعمّق أكثر بعيش القيم الإنجيلية من وحي مبدأ الخدمة. وبهذا يعطون نموذجاً مسيحياً للآخرين. إنّ ما يمرّ به الجسم الكهنوتي اليوم من بعض الصعوبات، ولنقل من بعض الشواذات، إنّما هو متأتٍّ من سوء إختيار بعض الدعوات وعدم فحصها في المراحل الإعدادية وفي المراحل اللاحقة أيضاً. وهذا أعطى الكنيسة اليوم درساً ولو قاسياً بأن تتنبّه لهذا الشأن وتعيد إلى المصفّ الكهنوتي حلّته وغايته البهيّة الأساسية.

تماماً كما في الجماعة الأولى كان المسيحيون قلباً واحداً وروحاً واحدةً يعيشون بروح المسيح بدون تزيُّف. إنّه عمل الروح القدس في الجماعة، عمل التمييز والتنقية والعمل اليوميّ على الذات، وهكذا تنمو الدعوات الكهنوتية والرهبانية من جديد عندما يرى شبّاننا وشابّاتنا أمثلة جذّابة في خدمة المسيح.

مما لا شكّ فيه أنّ للعلمانيّ دور أساسيّ أيضاً لا بل دعوة خاصة في تحريك أطر المجتمع البشري برمّته تحريكاً مسيحياً يهدف إلى اكتشاف عمق قلب المسيح الإنسان الذي امتاز بالرفعة والنزاهة والمساواة والعدالة وكلّ أشكال القيم الإنسانية، لكنّه زاد على ذلك قيمة المحبة التي تفوق قيمنا الإنسانية وتتخطّاها لتصل إلى الإله الحقيقي.

بفعل معموديتنا نحن مدعوون إلى عيش النعمة الحقيقية الساكنة فينا أفراداً وجماعات وننطلق إلى تأسيس خطة عمل جماعية تؤدّي غرض الكنيسة في الوجود الجغرافي والتاريخي معاً ونحافظ على أرضنا وملكيّاتنا التي هي عطية من الله وعلامة الرسالة التي أولانا إياها في منطقة العيش المشترك في الشرق الأوسط عامة ولبنان خاصة. كما هو واجب كلّ مؤمن في أية ديانة كانت أن يحافظ على أرضه ومنها على إيمانه لينشر قيم الأديان. وهكذا نبني كلّنا شرق أوسط جديد أراده المسيح مهد الديانات والقيم وليس كما يريده السياسيون.

وأختتم داعياً بالتوفيق لأعمال السينودس المنوي عقده في روما حول قداسة البابا والذي سيتناول كلّ هذه المحطات، وأسأل الروح القدس أن ينير أذهاننا لندرك جيداً قيمة هذه اللحظات التاريخية ونتعاطى معها بمسؤولية وبمستوى جدير.
__________________


محــــــــا ضـرات اخـــــــــرى

واقع الأسرة في لبنان على ضوء دعاوى الأحوال الشخصية

Paroisses et curés *


* حضانة وحراسة الطفل في المحاكم الشرعيّة

* العقوبات ( الجزء الأوّل)

* العقوبات ( الجزء الثاني)

* العقوبات ( الجزء الثالث)
* المجمعية الاسقفية